شهرزاد وديك البرابر


شهرزاد وديك البرابر

اضع بين ايديكم تلك التحفة الادبية الاجتماعية الساخرة
و التربوية في نفس الوقت
اضعها على حلقات و لن اذكر اسم الكاتب
و لا مصدر النقل الا بعد اكتمال الحلقات
لاتيح فرصة وضع التعليقات والردود على الحلقات
و لتنالوا اكبر قدر ممكن من التشويق و المتعة
واتمنى من الجميع المشاركة " متزوجين وغير متزوجين "


( 1 )

انتهيت من ارتداء ملابسي _ و أنا أخفف الخطي_ حتى لا أوقظ


حرمي المصون من نومها الهانئ .. فالساعة الآن السادسة

والنصف صباحا ولا يزال أمامها ست ساعات من النوم اللذيذ .

خانني الحذر فارتطمت قدمي _ أثناء لبس الجورب _ بالسرير

فأصدرت صوتا خجولا ولكنه كان كافيا لإيقاظ ذلك البلبل النائم

ليسمعني زقزقته المحببة....

هو أنت ما تعرفش تلبس من غير ماتصحينى ....

آ آ آ ... أسف جدا غصب عنى رجلى خبطت في السرير ....

طيب ما تخرج تلبس بره ....

ألبس بره فين في الشارع مثلا....

نعم ... إنت بتتريق على ....

لأ لأ بس ألبس فين ....

ما تلبس في الصالة إنت مش عارف إنى نايمه الساعة ثلاثة

وسهرانه بأبنك طول الليل وسيادتك نايم بتشخر ....

طيب خلاص من بكره حلبس في الصالة ......

....

..

وصلت إلى مكان عملى وجلست إلى مكتبى و أنا أتميز من

الغيظ ...

بعد قليل وصل زميلى وألقى السلام فأجبته باقتضاب

سألنى زميلى ....
خير مالك شكلك متضايق ....
أبدا مفيش....


إسمع أنا عندى ليك خبر حلو ....

يارب سترك ما انا عارف اخبارك....

عندى ليك عروسه ....

عروسه !!!! يا أخى أنا ناقص ....

إسمع بس دى لقطه ....

طيب ما تتجوزها سعادتك....

لا دى أصلها مطلقة ولا تصلح لى انا لسه ما دخلتش دنيا . وهى

مش عايزه منك حاجه ...

مش عايزه منى حاجه إزاى امال حتتجوزنى علشان اعملها نوم

العازب....

لا مش القصد دى يا سيدى عايزه تتجوز بنظام المسيار ....

آآآآآآه انا سمعت عن الموضوع ده لكن ده حقيقى ....

ايوه حقيقى ما انا بقولك أهو ....

انت بتتكلم بجد....

ايوه دى جارة والدتى ....

يعنى معديه الثمانين ....

لا لا اصبر بس دى صغيره يدوب اربعين ....

اكبر منى يعنى ، لكن انا اصلا حتجوز ليه ما انا متنيل متجوز....

لا يا ريس دا انت حتبقى ديك البرابر ....

ديك !!!! إيه تشبيهات الفرارجيه دى ....

لا لا انا قصدى انك حتكون اخر دلع ....

والله الواحد يفكر

بدأت أفكر و أفكر إنه عرض يستحق التفكير فعلا فلأخذ وقتى قليلا



( 2 )

فى المساء كنت جالسا اتصفح الجريدة بينما تشاهد حمامة السلام المذبوح مسلسلا الى جوارى
اخذت اقلب فكرة الزواج فى عقلى ، ما تأثير ذلك الزواج على البيت والاطفال ستكون صدمه كبيرة ، كيف ستكون صورتى امام الاهل والاقارب ، كيف ساواجه كل تلك العواصف ؟
ولكن ما الداعى لان يعرف احد بذلك سيقتصر الامر على زيارة او زيارتين كل اسبوع ، من الممكن ان اخفى الامر تماما ، وحتى لو علمت الحمامة بالموضوع فستكون احرص الناس على الا يعلم به مخلوق حتى لا تشمت الاعادى _ وما اكثرهم _ فيها
لماذا احرم نفسى من كل راحة ؟ اليس من حقى ان اجدد حياتى واعيش سعادة مفتقده ؟
آآآآه ما أجمل مثل هذا الزواج بدون تحمل اى مسئولية
سرح بى الخيال واخذت ارسم تفاصيل تلك الاوقات الجميلة التى ساقضيها مع شهرزادى الجميلة
اصل الى منزلها فى الموعد المضروب _ بالتاكيد لن تتصل بى على الموبايل وانا على بعد 100 متر لتطلب منى احضار رنجه وحفاظات وصابون
سادخل الى ذلك المنزل الشاعرى لاجد الهواء مشبعا بعطر انثوى جميل واضاءة من الشموع الخافته بينما شهرزاد تقبل فى قميص وردى رائع لتصب فى أذنى همسات الحب والشوق الى اللقاء
نجلس لتناول اجمل الطعام _ الذى لم اقض نصف عمرى فى جمعه من الاسواق _ فتضع شهرزاد حبات الفاكهة باصابعها اللدنة فى فمى مباشرة ثم تسحبنى بغنج ودلال الى غرفة.....

إنت يا اخيناااااااااااااااااااااااااااا
انتفضت كمن صفعت قفاه على حين غره وانا ابسمل مرتعبا وقلت وقلبى يدق بعنف من الهلع.....

فى إيه بتصرخى ليه كده يا ست انتى.....
عماله اكلمك وانت سرحان ومش حاسس ، سرحان فى ايه ان شاء الله ( وهى ترفع حاجبا يضارع قوس النصر شموخا )
رددت متلعثما..... لا مفيش.....

مفيش !!! امال لو فيه كان حصل ايه....
طيب سعادتك عايزه ايه بالضبط.....
ابدا عايزه سعادتك تقول حتاكلوا ايه بكره
( اللهم لا حول ولاقوة الا بك ).....

اى حاجه تعمليها.....
لا يا سيدى ما تقليش اى حاجه ، قول عايزين تاكلوا ايه علشان الخدامه ( لفظ تطلقه على نفسها من باب اذلالى ) تعملهولكم..... خلاص رز واى خضار مع لحمه....
طيب قوم فك الستائر
( ما انكدك يا امرأه )....

ستائر إيه....
ستائر الجيران ( بتهكم بغيض ) حتكون ستائر ايه ستائر الشقه علشان توديهم يتغسلوا ولا عايز امك اما تيجى يوم الجمعه تقول عليا مش نظيفه....
الستائر نظيفه وزى الفل احنا مش لسه غاسلينهم من شهرين.... شهرين ؟؟؟؟؟؟ طبعا هو انت دارى بحاجه ، لا ده كان من ست شهور وانا من شهرين عماله اقولك تفكهم وانت كل يوم ليك حجه
( لا فائدة من هذا النقاش لأنهين تلك المهمة طلبا للرحمة .... آآآآآه اكيد لن أفك أى ستائر فى منزل شهرزاد )
احضرت السلم وتعلقت على الجدران كسعدان فار من ملاحقة حراس جبلاية القرود - و خيالات لقاءات شهرزاد تطوف بخيالى
تعلق طرف بنطال بيجامتى الساقط دوما من وسطى بتاثير أتساع رباطه بطرف حديدة السلم
يا ساتر طاخ بوم تيشششششششش
تكومت على الارض والسلم فوقى وبقايا فازة ورد سقطت فوقها تتناثر حولى
قمت وعظامى تصرخ بالالم بينما اقبل العصفور مرفرفا مغردا..... يا لهوييييييييييييييى الفازه الغاليه اللى حيلتنا اتكسرت
صرخت.....

فازة ايه مش تتطمنى عليا الاول.....
اطمن عليك !!! ما انت واقف زى الحصان هو انت بيجرالك حاجه ......
مش ممكن اكون اتكسرت من الوقعه.....
الفازه اللى اختى جايباها لينا من بره هى اللى اتكسرت
( ويحك يا أمرأة لأعجلن لك العقوبة ولأاحرقن قلبك ، لأتزوجن مسيارا او مقعادا ، نعم لأ تزوجن ثم لأتزوجن ثم .........لأتزوجن )

( 3 )
فى الصباح التالى لموقعة ذات الستائر الخالدة ، تحاملت على نفسى رغم الألام المبرحة وتوجهت إلى عملى

وصلت مبكرا عن المعتاد ولبثت أنتظ زميلى صلاح والذى ساق إلى فرصة لقاء شهرزادى الرائعة
وصل صلاح فاستقبلته مهللا مقسما عليه أن يكون إفطاره على حسابى ، تقبل الدعوة شاكرا وأسرعت أنا بفتح الموضوع....
ها يا أبو صلاح قل لى بالتفصيل إيه موضوع العروسة اللى عاوزه تتجوز مسيار....
إيه ؟ الفكرة عجبتك ؟....
والله نشوف بس هى إيه ظروفها....
اللى أعرفه من الوالدة إنها دكتورة عيون ، ومطلقة من سبع سنين وما بتخلفش ، وهى مرتاحة ماديا ومن عيله كويسه....
ما شاء الله طيب وإيه اللى خلاها تفكر فى الجواز بعد الفترة دى من ساعة ما أطلقت....
هى بتقول إنها مش محتاجة لفلوس ولا بيت لان كل ده عندها هى بس نفسها فى ونيس
قلت وأنا افرك يدى حماسا و جزلا والعب حاجباى....
لا.. إطمن إن كان على ونيس فهى حتشوف ونيس عمرها ما حلمت بيه....
بس خذ بالك هى عايزه راجل محترم وما يبهدلهاش يعنى عايزه حياة هادئة....
يا سيدى إحنا أساس الاحترام ، على البركه إن شاء الله ، بس أتقدم إزاى....
سيبنى أكلم الوالدة وأحدد لك ميعاد....
تسلم يا أبو صلاح بس أمانة ما تتأخر على....
ولا يهمك ، و أنا أقدر أتأخر
فى البيت شنت حرمى المصون هجماتها اليومية المعتادة وكانت تصرخ بأعلى صوتها ولكنى لم أكن أسمع سوى موسيقى سيمفونية شهرزاد و أنا أمنى النفس باللقاء
سمعتها تصرخ مجلجلة....
إتفضل يا سيدى العشا جاهز يلا كلوا خلصونى
نظرت إليها بعيون حالمة وقلت....
لا مش حاكل أصلى شبعان....
شبعان !! من إمتى إن شاء الله دا انت عمرك ما تنسى بطنك....
أصلى كلت فى الشغل....
كلت فى الشغل !! آآآآآه ما احنا أصلنا بنلاقى الفلوس و .........
إستمرت تهدر كقاطرة تكتسح كل ما أمامها لكننى لم اسمع حرفا مما تقول
فى اليوم التالى بشرنى وجه السعد صلاح بأن والدته قد رتبت اللقاء فى بيتهم غدا حيث أن العروس تقيم معها أمها فقط وليكون لقاء تعارف فقط فإذا تم القبول أتممنا الخطوات بالتقدم رسميا
كدت أطير فرحا لدرجة إننى أحتضنت صلاح على كرهى الشديد لرائحته
أستأذنت من رئيسى مدعيا وجود ظروف طارئة و أتصلت بقاطرتى و أبلغتها أننى سأتأخر لان لدى عملا خارج المكتب
إستقليت السيارة و قد وضعت خطتى لاجهز نفسى .... فغدا لا بد أن أكون أجمل شهريار


(4)
توجهت إلى صالون تجميل رجالي معروف ، كنت دائما أسخر من أن يتردد رجل على صالون تجميل ، ولكن لا بأس فأنا كالجميع أنتقد في العلن ما يمكن أن أفعله في السردخلت إلى المكان متحرجا فأستقبلنى شاب يرتدى قميصا أحمر يلتصق بجسده وقد عقص أسفل شعره بصورة منفرةتحاملت على نفسي ... فكل شئ يهون من أجلك يا شهر..... آهلين أستاذ أؤمر..... والله كنت عايز أعرف إيه الحاجات اللي عندكم.... كل شئ أستاذ قصات جديدة ، صبغات ،بيرمنانت ، ، حمام مغربى ،تنظيف بشرة ، مانيكير وباديكير ،تدليك ، إزالة شعر بالليزر....لا ... لا .. مش للدرجة دى أنا عايز قص شعر وتنظيف بشرة وحمام مغربى.... حاضر أستاذقضيت ساعتين لتنظيف البشرة وقص الشعر وعمل حمام زيت وخففت شاربى ونزعت ثلاث شعرات بيضاء كانت تظهر كلها في الجانب الأيسر منه فقط لأبدو وكاننى فرغت لتوى من شرب كوب من اللبندخلت إلى الحمام المغربى وخرجت منه وانا أحس اننى مخلوق جديدمررت بمحل ملابس فخم ودفعت مبلغا مهولا لشراء بدلة فيرساتشى وقميص وربطة عنق لانفان وأزرار قميص كريستيان ديورعرجت على محل أحذية خرجت منه حاملا حذاء كلاركس انجليزى فخموصلت إلى منزلى الرافل في آي السعادة والهناء ودخلت مخففا الخطى على أنجو من المهالك ولكن سرعان ما انطلق المدفع الرشاش.... اهلا ...اهلا .... حمدا لله على السلامه... ما بدرى.... الله يسلمك.... انت فين طول اليوم عماله اكلمك على الموبايل.... اصلى حطيته على الصامت من ساعة الصلاه ونسيت ارجعه ( كذبة صغيرة )... وكنت فين ده كله.... ما انا قلت لك حتأخر.... تتأخر 7 ساعات ؟ الساعه دلوقتى 11 ، وإيه اللى انت عامله في شعرك ده... إيه حلقت شعرى... اول مره تحلق بالشكل ده ، عاملى قصة زى ما تكون شاب صغير.... وهو انا عندى 90 سنه ما انا شاب صغير.... صغييييير ....طب النغه يا ختى النغه... النغه !!!! بقولك إيه انا جاى تعبان وعلى اخرى.... وده إيه اللى في إيدك ده ؟ ورينى ( وهجمت على ما أحمله هجمة مظفرة )أتسعت عيناها وهتفت....إيه كل الحاجات دى.... أصل بكره حقابل مستر لارى اليسون جاى من امريكا وده صاحب شركة كبيرة وبيدور على وكيل له هنا واحنا عايزين ناخذ الوكالة ( مجموعة أكاذيب )....طيب وده لازم تلبسله جديد في جديد حتى الشرابات.... لازم اكون في احسن مظهر.... طيب ما انت عندك بدله جديده بقالها شهر بس.... لا ...... متنفعش الوانها متنفعش.... ليه إن شاء اللهقلت وقد قررت ان انفس عن نفسى و أستفزها......طيب خلاص شارى بدله اتجوز بيها..... هئ هئ هئ هئ هيييييييييييييييييييييييييييييييييييئ... بتضحكى علي إيه إن شاء الله.... تتجااااااوز هئ هئ ... تتجوز بإيه يا حسره روح يا خويا إتجوز واللى أخذته القرعة تاخذه ام الشعور( ويحك يا أمرأة قطع الله سم لسانك تالله ما نطق لسانك صدقا سوى أنك قرعه ، ولولا أنى أخاف على تسريحتى لأنلتك ما تستحقين )صبرا فغدا تنالين الجزاء.

( 5 )

اليوم يومك يا شهريار
من الذي قال إن للرجال فترتي مراهقة واحدة عند بلوغه مرحلة الشباب المبكر وأخرى في الخمسين وما حولها ؟
من قال هذا كذاب اشر ...... نعم فأنا اشهد أن الرجل ليكون مراهقا في العشرين والثلاثين والأربعين .... فما الرجل الا مراهق دائم أبدى
كنت أحدث نفسي بكل هذا منذ الساعات الأولى لصباح ذلك اليوم السعيد الذى سأحظى فيه بمقابلة حبى الجديد ، فقلبى يخفق بشده وأحس بنفس الإحساس الذي خامرني يوم أشارت لى ابنه الجيران من النافذة بموافقتها على مقابلتي فوق السطح أثناء إذاعة فوازير رمضان حتى نأمن أعين العوازل
نعم أشعر بأننى هائم في عالم ملون سعيد يعد بسعادة دائمة لا ينغصها منغص
لا أذكر كيف مرت الساعات في ذلك اليوم ولا اذكر كم أنفقت من الوقت أمام المرأة أتأكد من أناقتى وتناسق ملابسى ، وكم انفقت من الوقت اتخيل شهرزاد وهى تنظر الى الارض بخفر ووجنات متورده عند اللقاء
حانت اللحظة المنتظرة فأنا أقف أمام الباب أحمل علبة الشيكولاته الأنيقة التى حرصت على ابتياعها من أشهر وأغلى محلات البلد
تنفست بعمق وسميت الله وطرقت الباب لتفتحه إمرأة طويلة القامة في سن متقدمة توقعت أن تكون حماتى المستقبلية
عرفت بنفسى فقادتنى الى الصالون لأجد هناك أم صديقي صلاح ترحب بي متهللة
جلست تحت نظرات حماتى المتفحصة واخذنا نتبادل حديث تعارف وسؤال عن الأحوال أدارته أم صلاح بحنكة وخبرة
مضت دقائق و أنا بأنتظار أن تدخل شهرزاد حاملة صينية الشراب تتعثر من الحياء
لم يحدث هذا أبدا
دخلت شهرزاد بخطوة واثقة وتوجهت الى مباشرة ومدت يدها مصافحة فصافحنها مرتبكا متفاجئا
جلست أمامى مباشرة واضعة ساقا على ساق وعينيها تتفحصانى بلا مواربة
هى ذات جسد ممتلئ قليلا ولكنه امتلاء مقبول أحبه فى النساء
من الواضح انها استعدت للقاء أيضا فقد تركت طرحتها تنزلق إلى منتصف شعرها مظهرة شعرا ناعما يميل الى الحمرة وقد أعتنت برسم عينيها بطريقة جذابة و تضع مكياجا خفيفا يشى مع ملابسها بذوق رفيع
كنت أبحث عن بداية لطرف الحديث عندما فاجئتنى بسؤال صادم....
حضرتك متجوز مش كده ؟
اسقط في يدى من توقيت السؤال فأجبت متلعثما...
أيوه بس لى ظروف خاصة...
إيه هى زوجتك مريضه ولا ست واحده مش بتكفيك
يا للداهية إنها جريئة جدا وهذا ما لم اتوقعه....
لا مش كده بس يعنى هى مهملة في بيتها ولا تهتم بى إطلاقا و .......
عموما دى حريتك لكن لازم تعرف إنى دكتورة ولى مركزى الاجتماعى ولا يمكن اتجوز في الخفاء....
يعنى إيه....
يعنى من حقى ان الناس تعرف انى متجوزه مش معقول تدخل وتخرج من غير الناس ما تعرفك....
أكيد طبعا....
طيب لى كام سؤال إنت عارف إن ده زواج ومهم فيه الصراحة والوضوح
قلت وقد بدات أتخذ موقفا متحفزا...
أكيد تفضلى....
هل تعانى من اى أمراض مزمنه
قلت بانفعال...
لا انا صحتى كويسه...
هل تدخن...
لا الحمد لله....
هل تلعب رياضه...
يعنى ....
بلعب كوره مره في الأسبوع....
طيب ليك هوايات....
ايوه طبعا بحب القراءة والافلام الاجنبيه...
كويس دى حاجه مشتركه بيننا بس لازم تعرف انى ست لها شخصية مستقلة...
بمعنى ؟...
يعنى ممكن أسافر بره في الأجازة مثلا ولن انتظر موافقتك فانا لست صغيرة...
لا مشكلة
دخلت خادمة تحمل صينية عليها اكواب العصير الذى تناولته لأخفف من جفاف حلقى ، وانا مرتبك امام نظرات شهرزاد الجريئة التى مالبثت أن قالت...
طيب أكيد عايز تسالنى عن حاجات معينة
( آآآه فعلا لا بد أن أسألها ....... عن شئ ما )



(6)

ولكن عن ماذا يريد أن يسأل رجل فى مثل موقفى ؟
الكثير من الرجال يرواغ فى الأجابة ولا يعطى جوابا يعبر عما يجيش بصدره
سيقول معظمهم ( أريد امرأة عاقلة متزنة تراعى شئونى ولا تنشغل عنى بمشاكل البيت و الأولاد وتشاركنى إهتماماتى الثقافية والعلمية )
هذا الرجل- وليعذرنى الرجال و أنا منهم – يكذب طبعا ، فالرجل فى الحقيقة لا يفكر فى الزواج بثانية إلا وخياله سارح فى تلك التفاصيل التى تجول فى خواطر المراهقين والتى يتمنى أن يعيشها مع عروسه الجديده .
نعم ... الرجل يبحث عن المتعه ولكن لا أحد يصرح بذلك طبعا ، الرجل أيضا يريد أن يثبت أنه فحل صنديد و أن فحولته فقط بحاجة الى فرصة جديده لتعلن عن نفسها وليصبح ( فارس نص الليل) .
ولأن هذا كان بالضبط ما دار فى خلدى فقد أسقط فى يدى ولم أعرف عن ماذا أسأل
قاطع أفكارى صوتها وهى تضغط الحروف بسخرية واضحة...

إيه معندكش أسئله ؟...آآآآآآآآ
الحقيقة مفيش حاجه معينه حاليا...
طيب براحتك ولو عايز تسأل فى أى وقت حديك الموبايل تكلمنى على طول...
خلاص إتفقنا
تبادلنا أرقام الموبايلات و أنا أستشعر سعادة مشوبة بحذر
أنهيت الزيارة وأنا أدقق النظر من طرف خفى فى حجم بعض التفاصيل التى تهمنى كمراهق جديد
عدت إلى منزلى و أنا سارح تماما فى تصور الأيام الجميلة القادمة ، وتهربت من الجلوس مع أحد فى البيت مدعيا أننى أعانى صداعا ولابد أن أنام
فى اليوم التالى كنت منتظرا قدوم صلاح و أنا أتحرق شوقا لمعرفة أية اخبار
دخل صلاح فقمت أشد على يده محيييا.....

هاه .. إيه الأخبار والدتك معرفتش حاجه عن رأى العروسه.....
أيوه يا سيدى عرفت ...
العروسة بتقول انك رجل محترم وكمان بتقول انك شيك وباين عليك نزيه
قلت وقلبى يرقص طربا....

يبشرك بالخير يا أبو صلاح
قال وقد تغيرت نبرته قليلا بما يشى بتردد فى الكلام....

بس هى ليها ملاحظه كده....
خير....
يعنى ...
الحقيقه هى حاجه بسيطه....
خش فى الموضوع فى إيه؟.....
بتقول إنك تخين من تحت شويه ولا مؤاخذه......
نعم ؟....
متزعلش دى مجرد ملاحظه بسيطه.....
وإيه كمان.....
والله أنا محرج أتكلم.....
يا أخى خلصنى واتكلم.....
هى لاحظت وانت بتشرب العصير إن إيديك بتترعش شويه.....
يعنى إيه ؟.....
ما أنت عارف الدكاتره بأه ...
بتقول إن ده ممكن يكون ...
يكون ....
سببه ضعف فى الأعصاب فياريت تروح المستشفى اللى بتشتغل فيها علشان تكشف
صحت بحنق.....

نعم يا خويا !!!.....
والله ماما قالتلها يا بنتى متخافيش الحاجات دى ليها علاجات دلوقتى بيعلنوا عنها فى التلفزيون ممكن يأخذ منها
فقدت التحكم فى أعصابى تماما فقفزت من مكانى صائحا....

إنت بتقول إيه ؟ هى أمك بتبيع تيس ؟ أعصاب إيه وعلاجات إيه ؟ دى ست بجحه وقليلة الأدب.....
طيب بتزعق ليه
زاد هياجى وعلا صوتى أكثر وقفزت لأمسك بتلابيبه و أنا أصرخ.....

إسمع ياض ، أنا عارف إن ده مقلب عملته إنت و أمك علشان بتكرهونى من ساعة الترقيه اللى أخذتها منك ....
والله لأكون مربيك
تقاطر الزملاء للفصل بيننا وهنا أدركت أننى قد فُضحت تماما فلاشك ان صلاح سيحكى لهم كل التفاصيل المقيته عن الموضوع ولاشك أننى سأصبح مضغة فى أفواههم ولا أستبعد أن يصبح إسمى الحركى بينهم ( أبو عصب ) أو ( المرخى )
غادرت عملى محطما مهزوما وقد إنهارت أحلامى السعيده وصحوت على واقعى المؤلم مرة أخرى

(7)

عدت إلى المنزل و أنا أحمل أثقال العالم فوق كتفى ، كيف ينهار الحلم فى لحظات وماذا سأفعل الآن ؟
هل أغلق الموضوع ؟ وأكتفى بما حدث لى ؟
هذا الأختيار صعب جدا فتراجعى الآن معناه أن هناك ما أخاف منه وستكون فضيحتى أمام الزملاء – بفضل ذلك الصديق اللعين – فضيحة مدوية وسيفسر التراجع على أنه إقرار بعدم قدرتى على زواج جديد
هل استمر ؟ ولكن هذا رضوخ واضح لأمرأة ستصبح زوجتى ؟ كيف ستتعامل معى بعد ذلك ؟ وكيف يصبح موقفى عندما تبتسم وتغمز بعينها لصويحباتها وهى تريهم نتيجة الاختبارات مثلا
يا للورطه ويالها من داهيه
فتحت دولابى فرأيت بدلتى الجديدة وربطة عنقى الفاحشتى الغلاء والتفت فرأيت قصة شعرى الحديثة فى المرآة وأخذت أقلب كفى على ما أنفقت فيها
لم أنم ليلتى و الأفكار تتقاذفنى يمنة ويسرة والخيالات السوداء تتراقص أمامى عن مستقبل حياتى
فى الصباح كنت قد حزمت أمرى وقررت الأتصال بمعذبتى الشهرزاديه ، على أجد مخرجا من ورطتى
جاءنى صوتها الرخيم......

الووووووو......
السلام عليكم......
وعليكم السلام.......
أيوه يا دكتوره إزيك.......
الحمد لله وانت ازيك كويس النهارده
أحسست فى نبرتها رنة ساخرة فتوترت أعصابى وقلت......

كويس النهارده وكل يوم أنا زى الفل......
طيب الحمد لله......
بس أنا زعلان شويه......
ليه......
يعنى كان يصح برضه الكلام اللى قولتيه عنى لأم صلاح ، ده كلام برضه ، بعدين أنا أعصابى زى الحديد......
هههههه.......
بتضحكى على ايه حضرتك.......
طيب وانت متضايق ليه ، دى فحصوات للأطمئنان بس ، ليه الرجال بيأخذوا الأمور دى بحساسية وبيعتبروها إهانه لكرامتهم......
ايوه بس أنا عارف نفسى ، بعدين يعنى مش معقول يكون معيار الزواج مجرد فحص اللى يعديه يتجوز......
يا سلام عليكم يا رجاله ، عايزين ست حلوه وفيها كل المواصفات اللى انتو عايزينها ولو فيها حاجه مش على مزاجكم ترموها وتدوروا على غيرها ، لكن أما الست تبص ليكم وتعاملكم بالمثل تقولوا عليها ست مش مؤدبه ، وتطلبوا منها تقبلكم بكل النواقص اللى فيكم......
نواقص !!!!!......
أيوه وانا مش حتراجع عن طلبى و أظن من حقى أنى أتأكد من الحاجه اللى حتسعدنى وعن إذنك علشان أنا عندى شغل
وأغلقت الخط
( الحاجه اللى حتسعدها ) !!!!!!!
من اين سقطت على هذه المرأة ، آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ما أجملك يا زوجتى الغالية ، ما أكملك و أعقلك ، ما أعظم حيائك وحنانك
عدت إلى منزلى مبكرا فلم تكن بى رغبة فى العمل و أحسست أننى أريد أن أكون قريبا من زوجتى
دخلت المنزل وأنا أتنحنح وألقى السلام
خرجت من المطبخ مسرعة و اقبلت فى ثوبها الزيتى اللون ذو الأحد عشر ربيعا - فهو من هدايا والدتها فى بداية الزواج – ووجها ينطق بالقلق......

خير حصل إيه ، جاى بدرى ليه
قلت وعيناى تفبضان وجدا وشوقا وهياما.....

أبدا يا حبيبتى ، بس حسيت أنى نفسى أكون معاكى.....
ياه من إمته يعنى.....
ما تسيبى اللى فى إيدك وتيجى نقعد مع بعض وفرصه الأولاد فى المدرسه.....
نقعد مع بعض !!! طيب ومين اللى حيطبخ الفراخ اللى ولادك حيكلوها على الغدا
أقتربت لأربت على كتفيها ولكنها قالت.....

حاسب أيديه زفره من الفراخ ، بعدين أنا مش قلتلك ما تدخلش بالجزمه وتمشى على السجاد
( آآآآآآآآآآآآآآآه يا زوجتى الغاليه ما أروع رومانسيتك

(8)
كثيرا ما كنت أسمع عن الوقوع بين شقى الرحى دون ن أحس ذلك المعنى
اليوم أحس أننى محاصر ومسحوق بين الرحى حتى النخاع ، فأنا بين ( امرأتين ) كلتاهما مُرُ ، فشهرزاد الجميلة الواعده بالليالى الحالمة تطلب الثمن مقدما تنازلا عن الكرامة وإنقيادا تاما ، وزوجتى عازفة عن إرواء أرضى العطشى لقطرات الحب والحنان.

لا زالت أقدم رجلا و أؤخر أخرى حول التنازل عن الفكرة ، فالفكرة نفسها قد أصبحت جنونا مطبقا عندما أحكم عقلى فيها ، ولكن التخلى عنها أيضا يعنى إطفاء شعاع الأمل فى حياة جديده وسعادة منتظره
كانت كل تلك الافكار تتقاذفنى عندما رن الموبايل ومعه دق قلبى بعنف عندما ظهر إسم أحمد أبو ليطه على الشاشه
من هو أحمد أبو ليطه هذا ؟

....................

....................
شهرزاد بالطبع !!!
فقد علمتنى السنون أن زوجتى تراقب الموبايل مراقبة شديدة وتتفحص الأسماء والمكالمات الصادرة والواردة بدقة يحسدها عليها كبار أعضاء السى أى إيه ويقف أعضاء الاف بى أى أمامها عاجزين مشدوهين ، لذا أخترعت هذا الإسم فلن يدور بخلدها أبدا أن ( أبا ليطه ) حسناء مراوغة تتقاذفنى يمينا ويسارا
ضغطت على أعصابى بشده كى أدع الموبايل يرن ثلاث مرات حتى لا تعتقد أننى رهن إشارتها ثم أجبت بصوت هامس مرتعش رغم شدة حرصى على أن يبدو قويا متماسكا قائلا......
أهلا دكتوره
جاء الصوت الرخيم المدغدغ.......
أهلا بيك ، فينك ؟ يعنى ما أتصلتش
( ما هذا ؟ إن لهذا الاتصال مغزى لا يخفى على أريب مثلى ، لابد أنها ترانى فرصة تخاف أن تفلت منها )
قلت ومؤشر نفسيتى يتصاعد.....
والله كنت مشغول شويه
قالت وضحكة ناعمة مذيبة للصخور تتغلغل فى جسدى......
وإيه إحنا مش على الجدول
سرعان ما تخليت عن حذرى وقد تخدرت اعصابى – كشأن أى رجل أمام صوت مغناج – وقلت......

معقول دا إنتى قبل الكل......
لا مش باين ، يعنى ما عرفتش حتعمل إيه فى موضوع التحاليل......
تحاليل إيه بس ، سيبك علشان خاطرى من حكاية التحاليل دى ، التحاليل دى يعملوها العيال بتوع اليومين دول اللى شعرهم لنص ضهرهم لكن إحنا بالصلاة على النبى فل الفل بس الواحد مش بيتكلم علشان الحاجات دى بتتنظر.......
هئ هئ هئ هئ بتتنظر هئ هئ ، تعرف إن دمك خفيف.......
هو انتى لسه شفتى حاجه دا أنا فرفوش و احب العيشه الحلوه والست اللى معايا تشوف النعيم ألوان.......
طيب عموما حنشوف......
و أنا جاهز تحبى أوريكى إمتى......
نعم ؟!!!!.....
قصدى يعنى أوريكى أحلى أيام أول ما نعلى الجواب......
خلاص
قلت وقلبى يرقص الشتشاتشا........

يعنى أفهم إنك موافقه وحتنسى حكاية التحاليل.......
هئ هئ هئ خلاص مادام إنت واثق من نفسك.......
لا إطمنى خالص دا أنا مضمون مدى الحياه مش 36 ساعه........

هئ هئ هئ دا إنت مصيبه.........
دى حاجات بسيطه كده......
طيب عايزين نقعد نتكلم فى التفاصيل......
انا تحت أمرك.....
خلاص ممكن تزورنا بكره وتتكلم مع ماما وخالى.....
أنا أتكلم مع ماما وخالو وعمو وشيخ القبيلة كمان.....
هئ هئ هئ شيخ القبيلة هئ هئ هئ طيب يا سى عنتر ممكن تيجي على الساعه 7.....
وهو كذلك.....
طيب باى.....
باى
آآآآآآآآه باى باى يا حياتى الرتيبه الممله .......
مرحبا شهرزادى الرائعه

(9)


ما شاء الله

ما أروع هذا النشاط الذى يدب فى أوصالى ، كيف أرى كل شئ حولى جميلا زاهيا ملونا رغم أننى كنت لا أطيقه قبل دقائق
فهذه زوجتى تزعق بشدة سائلة
( مين اللى إتنيل دلق عصير برتقان فى الثلاجه ، إنتم حتموتونيييييييييييييييييى)
ما أروع هذا العزف الملائكى ، أكاد أحلق قرب النجفة حتى أصل إليها واتناول يدها لأطبع عليها قبلة ورائحة الرنجه الملتصقة بها تنعش صدرى لأقول ( الله الله قوليها تانى حتموتونييييييييييييييى ياسلام ما أجمل اللحن و أروع الصوت )
إبنى الصغير يجذب شعر أخته بشده فتصفعه بينما يركلها فى بطنها ويبكيان بحرقة فابتسم و أقول لنفسى ( يا سلام فعلا أحباب الله )
طلبت منى زوجتى أن أحضر خبزا لأنها نسيت أن تطلبه منى عندما كنت اشترى لها ربع الجبن الابيض منذ ساعة
تقبلت الأمر و الابتسامة تغمر وجهى وقلت ( من عنيا يا حبيبتى مش عايزه أى حاجه تانى يا عمرى )
هبطت السلم مسرعا وخرجت من باب العمارة كانت الأمطار قد توقفت للتو والشارع ملئ بالمياه أمام العمارة
مرت سيارة مسرعة فغمرت المياة المتطايرة جسدى و أخرج شاب راسه من السيارة الهاربة وزعق
( ما تحاسب يا إبن ........ )
تابعت السيارة بعيون حالمه يتقاطر من رموشها الماء و أنا اقول ( معلش ما أخذتش بالى ربنا يستر طريقكم يا اولاد )
كل شئ رائع .... كل شئ جميل ..... كل شئ يبعث فى داخلى السعاده بكل معانيها
فى اليوم التالى كان على أن أستعد للقاء الغد مع خال شهرزاد فى بيتهم ، استاذنت من العمل ومررت بالمحل الذى أشتريت منه الملابس التى كلفتنى نصف راتبى وابتعت بدلة وقميصا وربطة عنق ( لا يمكن أن ترانى شهرزاد بنفس الملابس ولا يمكن أن ارتدى بدلة قديمة )
( يانهار إسود )
كانت تلك الكلمة الطيبة المرحبة هى ما أستقبلتنى به زوجتى عندما وقعت عينيها على الشنطة الخاصة بالبدلة
وأكملت......
إنت جبت بدله تانيه !!!!!!!!!
كنت قد أعددت عدتى للموضوع بكذبة تخدم جميع الأغراض فقلت......
تعالى يا حبيبتى أنا عندى ليكى خبر جميل.....
خبر إيه......
اصل الراجل بتاع أمريكا حيشغلنى معاه يومين فى الأسبوع ( هنيالك يا شهر مرتين فى الاسبوع )......
طيب وشغلك.....
لا دى فتره مسائيه من 8 الى 12.....
نعم !!!!! 12 فى حد بيشتغل الساعه 12.....
أيوه اصل الشغل اصلا فى أمريكا وانتى عارفه فرق التوقيت أنا حدخل بالكمبيوتر على النظام هناك فى شركته علشان أعمل له الشغل اللى هوا عايزه ، وربنا يوفقنى و أبسط النظام.....
نعم !!! يعنى إيه تبسط النظام..... آآ ...
إحم ....
قصدى أظبط النظام و أروقه يعنى......
وده حيكون أنهى ايام......
الخميس اساسى ويوم تانى حسب مزاجه......
طيب وحيديك كام
( اسقط فى يدى فلم أحسب حساب هذه النقطة ولكن لا مجال للتراجع الآن )......
لسه ما أتفقناش بس انا أوريله الشغل وهو لما ينبسط مش حيتأخر.....
والله كويس بس إنت كده حتتعب أوى......
معلش أهو كله عاشنكم
إقتربت منى وطبعت قبلة مفاجئة على خدى وهى تقول بصوت حنون نسيته منذ زمن.....
ربنا يخليك لينا ويقويك إنت طول عمرك بتتعب علشان الأولاد
ماهذا ؟ ماهذه اللحظة ؟
وماهذا الشعور الآن ؟
لماذا أحس نقطة حزن شفيف تنبعث داخلى ؟ لماذا كانت عبارتها الأخيره اشبه بوخزة توشك أن توقظنى من أروع الأحلام ؟
تركتها ودخلت إلى غرفة النوم و أنا أحس غصة غريبة
جلست قليلا على السرير ورفعت رأسى لأرى صورة زفافنا ، الصورة معلقة منذ زواجنا لكننى لم أرها ولم أتوقف عندها منذ سنوات
مالها تجذب ناظرى اليوم ، مالها تثير بداخلى شعورا عجيبا لا استطيع أن افهمه
ولكن لا.... لن أدع نفسى للتردد ، لأدفع هذه المشاعر المتخاذلة ولأتذكر ما تفعله بى دوما
أخذت استدعى من الذاكرة اشد خلافاتنا وأسوأ تصرفاتها لأقتل هذا الشعور العجيب الذى يتغلغل داخلى والذى يكاد يكون شعورا بالذنب تجاهها
استدعيت موقفا تلو موقف ......
لا فائده المواقف تبدو لى الآن-وياللعجب- مواقف عادية ومن الممكن التجاوز عنها
بل و الأدهى أننى اخذت أقارن بين مواقفها وبين ما اسمعه من مواقف أخرى من المحيطين بى فاجد ما تفعله هينا وليس كما كنت أراه من قبل .
آآآآآآآآآه ماذا أفعل الآن لا بد أن أبحث فى الذاكرة عن مواقف أشد إيلاما حتى أقتل هذا الإحساس
لابد ...... لابد

(10)


كنت لا أزال مستلقيا على السرير أحاول تذكر أيا من المواقف عندما إنفتح الباب وهلت زوجتى الحنون التى ما أن رأتنى مستلقيا على السرير حتى صرخت بصوت يشقق الجدران.....
إيه دااااااه نايم بالقميص اللى لسه كاوياه ، يا أخى حرام عليك ، أنا مش ملاحقه عليك وعلى عيالك ، دى لو خدامه مكنتوش تعملوا كده.....
معلش أصلى نسيت.....
نسيت !!! طبعا وتتعب نفسك وتفتكر ليه .....
إنت كرمش والخدامه تكوى
قلت وأعصابى ترتعش.....
خلاص إيه اللى حصل يعنى......
خلااااااص !!!!!! طبعا ما هو إنت اللى تقول خلاص وإنت اللى تقول لسه وأنا تحت أمرك تسكتنى لما تعوز وتسيبنى أهاتى لما تعوز......
بقولك إيه اسكتى دلوقتى أحسن لك.......
ننننننننععععععععععععم ( وهى ترقص وسطها إستهزاءً) أحسن لى ، لأ خوفتنى ليه حتعملى إيه إن شاء الله
لم اسمع شيئا من باقى ذلك الموشح الرهيب الذى سمعته 8631 مره منذ زواجنا ، فقد أحسست براحة كبرى و أنا أتخذ قرارى النهائى بالزواج من شهرزاد................
كنت أتابع دوما شكاوى النساء فى تلك الصفحات التى تموج بها الصحف والمجلات والتى تتحدث دوما عن خيانة الرجال وزواجهم بأخرى ، ودوما تذكر الزوجة أنها قد ربت الأولاد وأنهم تعلموا أفضل التعليم وأنها وقفت إلى جوار زوجها حتى أصبح ميسور الحال و أنها اتقت الله وحافظت على عرضه و أنها .... وأنها ....ثم تتباكى على الغدر والخيانة
عزيزاتى النساء أنتن مخطئات تماما .... هناك ما يسمى بالنقاط الصغيرة !!!!! ماهى النقاط الصغيرة ؟
قديما كانت بعض الدول تنتهج وسيلة عجيبة لتعذيب المعارضين والاسرى ، لم تكن تلك السياسة تعتمد على الجلد بالسياط أو الكى بالنار أو تقطيع الأعضاء ، لقد كانت وسيلة رهيبة لا تترك أى أثر !!!!
كان أولئك البغاة يجعلون السجين يستلقى على ظهره فوق لوح خشبى ويربطون يديه ويثبتون راسه بواسطة كلابتين فلا يمكنه تحريك رأسه إطلاقا
ثم يضعون المسكين تحت صنبور مياه تنزل منه نقطة واحدة كل 10 ثوانى مثلا بحيث تسقط النقطة فى منطقة التقاءالأنف بالجبهة !!!!
إنها مجرد نقطة مياه لا يمكن أن تلفت الإنتباه ولكن الرتابة والتكرار المستمر يجعلانها سلاحا مروعا فيجن المسكين خلال يومين على الأكثر ثم ينهار جهازه العصبى ويموت !!!!
هذا سيداتى ما تفعلنه بأزواجكن المساكين إنها تلك المشاكل والتعليقات والمواقف التافهة جدا فى حد ذاتها ولكن تكرارها الرهيب يتكاثر عبر السنين حتى يفقد الرجل القدرة على الاحتمال فيجن ويتزوج
إرتاحت نفسى لهذا التفسير تماما فلا حاجة لى للبحث عن مواقف ضخمة وخطيرة من زوجتى فهى خير من أتبع سياسة النقط الصغيرة..................
فى اليوم التالى كنت فى منزل شهرزاد والتى إستقبلتنى بابتسامة شهية وفرحة واضحة بوجود خالها ووالدتها
تعارفت بخالها وكان رجلا ودودا وسرعان ما أتفقنا على كتب الكتاب بعد يومين فقط بحضور خالها ووالدتها و عدد محدود جدا من أقاربها فى أحد المساجد .
طلبت أن نسافربعدها مباشرة إلى إحدى القرى السياحية لنقضى عدة أيام فوافقت شهرزاد بوجه متهلل.....
كان على أن أعد نفسى فأخبرت زوجت بأننى مسافر إلى الصحراء الغربية قالت مندهشه......
الصحراء الغربية !!!!!!......
أيوه فى شركة هناك عندها منجم منجنيز وعاملين كامب وعايزين نوصله نظام كمبيوتر......
وحتقعد أد إيه......
خمس ايام.....
ليه دا إنت دايما بتكون مأمورياتك يومين بالكثير......
أيوه بس ده منجم جديد وعايز شغل على رواقه ، لازم أعمل تأسيس كويس للنظام......
بس الصحرا دى بتكون صعبه والعيش فيها متعبه......
دعواتك ربنا يقوينى ، هى المشكلة إن ما عندهمش تليفونات لسه والموبايل بيقولوا بيكون إرساله ضعيف وححاول أكلمكم كل ما أقدر........
إشتريت حقيبة جديدة ووضعتها فى شنطة السيارة وأخذت اضيف إليها إحتياجاتى كعريس جديد
فى العمل تحدثت إلى السيد أبو وائل زميلنا على إنفراد قائلا.....
بقولك إيه با أبو وائل أنا دايما بسمعك تشكر فى خلطه كده بتأخذها علشان الفرفشة يعنى......
آه خلطة أبو الشماريخ ....
إيه إنت محتاج ولا إيه.......
لا .... لا ... دا واحد صاحبى حيتجوز وبيسأل عن حاجه طبيعية تفرفش المسائل......
بص يا سيدى دى بيجيبها سالم.......
سالم !!! سالم الساعى ؟.......
أيوه ما إنت عارف هو من بدو سيناء وعارفين الأعشاب الطبيعية.......
طيب خلاص حكلمه
ناديت سالم أثناء إنصراف الموظفين وأخذت أشغله حتى إنصرف الجميع ثم قلت بصوت خافت......
إسمع يا سالم أنا ليه واحد صحبى حيتجوز وكان عايز حاجه لزوم الفرفشه يعنى وعرفت إن عندك خلطه حلوه
قال بسخرية.......
ايوه ما كل اللى فى الشركة بيأخذوها لأصحابهم برضه
تجاهلت رنة السخرية وتلميحه الوقح وقلت......
أصله عزيز عليا ويهمنى يكون تمام.....
ولا يهمك يا استاذنا إتفضلأخرج من جيبه كيسا به بعض الأعشاب المطحونه ذات اللون الأخضر وهو يقول......
شوف يا سيدى معلقتين من دول ويخلى جماعته يدعكوهوم فى زلموكة وزه وبعدين .........
نعم !!!!! زلموكة وزه !!!! وكمان الجماعه اللى حيدعكوهوم !!!! مش ظريفه خالص اصل جماعته يعنى طالعين فيها وأكيد هو عايز ما يعرفهمش حاجه ... ما انت عارف بئه......
طيب خلاص يسف 3 ملاعق ومعاهم معلقتين زبده
( زبده ..... ممكن زبده )....
طيب الف شكر يا سالم ودول بكام....
40
بس وطمنى على صاحبك ( وهو يغمز بعينه )
أضفت الكيس إلى محتويات الحقيبة المخبأة فى السيارة وأنا متأكد أننى لست بحاجة إليه ..
ولكن من باب الاحتياط فقط
عدت إلى منزلى ودخلت إلى السرير مبكرا ....
غدا الليله الكبيره ولابد أن أكون فى كامل لياقتى البدنية





(11)

فى اليوم التالى ودعت اسرتى و أنا احرص ألا انظر فى عيون احد منهم ووضعت الحقيبة فى السيارة الى جوار الحقيبة الأخرى المخفية وتوجهت إلى منزل شهرزاد .
كان خالها وبضعة أفراد من عائلتها وصديقى صلاح و أمه و المأذون فى إنتظارى . جلست لعقد القران ولكن كان بانتظارى مفاجأة صغيرة
لقد إشترطت شهرزاد أن يكون حق تطليق نفسها بيدها !!!
الواقع أن الأمر فاجئنى وضايقنى لحد بعيد ولكننى كنت فى موقف لا أستطيع التراجع بعده ، قبلت على مضض وتم عقد القران أخيرا
نسيت الأمر بعد دقائق فقد كانت شهرزاد متألقة بالأناقة والجمال الناضج
قضينا حوالى الساعة وسط عبارات التهنئة من الجميع ثم قمنا لنلحق برحلتنا إلى تلك المدينة الساحلية الجميلة
صافحت المدعوين وكان أخرهم صلاح الذى همس فى أذنى.....
يالا يا أسد شرفنا و إرفع راسنا !!!

بعد ساعه كنا فى مقعدينا بالطائرة فى الطريق الى القرية السياحية التى أشتهرت بأنها جنة العرسان
كان وقت الرحلة بالطائرة رائعا فقد أخذت يد شهرزاد فى يدى و انا أروى لها بعضا من أحداث حياتى واعرفها على نفسى أكثر و أكثر
وصلنا القرية الرائعة وبعد دقائق كنا فى ذلك الشاليه البديع المطل على البحر مباشرة
صلينا ركعتين و سألنا الله البركة ، طلبت منى شهرزاد أن أقف بالشرفة قليلا ، تفهمت الوضع وخرجت وبقيت عشر دقائق حتى سمعت صوتها العذب يدعونى للدخول ....

فى صباح اليوم التالى كانت شهرزاد لاتزال تسبح فى بحور اسعد الأحلام بينما كنت اجلس فى شرفة الشاليه متمددا على الشيزلونج أتناول كاسا من عصير الفواكه طلبته كمكافأة لنفسى .
كنت أهز راسى معجبا بنفسى وأنا أقول ( إييييييه والله زمان يا سلاحى ..... أهو كده أهو كده ) عندما نادانى صوت شهرزاد ممزوجا بغنج النوم اللذيذ
قلت......

صباح الخير يا جميل.....
صباح النور.....
يلا قومى علشان نفطر
قالت بدلال......

لأ مش عايزه.....
ليه....
لسه بدرى إنت ايه اللى صحاك بدرى كده.....
أنا متعود على الصحيان بدرى......
طب تعالى ......
تعالى أوريك حاجه

بعد ساعه – بعد أن شفت الحاجه – كنا فى طريقنا للمطعم لتناول الإفطار ، والحق أننى كنت جائعا بشكل رهيب ولذا انقضضت على الطعام كمن قدم لتوه من رحلة بالصومال
كانت شهرزاد سعيدة للغاية وكنت سعيدا ايضا ونحن نخرج من المطعم ممسكا بيدها وأنا اخذها يسارا فقالت.....

إنت رايح فين....
تعالى نقعد على البحر شويه....
لا تعالى نرجع الشاليه......
مش عايزه تتفرجى على القرية.......
لأ مش دلوقتى تعالى نروح الشاليه .....
عايزه أوريك حاجه

حان وقت صلاة العصر فقمت من نومى للصلاه وبعد ذلك خرجنا الى الغذاء وأنا اشعر بأننى لا أزال بحاجة للنوم
كان الغذاء رائعا و تناولت كمية معتبرة من الجمبرى والاستاكوزا وشوربة ثمار البحر
كانت شهرزاد سعيدة للغاية وكنت سعيدا ايضا ونحن نخرج من المطعم ممسكا بيدها وأنا اخذها يسارا فقالت.....

إنت رايح فين....
تعالى نقعد على البحر شويه....
لا تعالى نرجع الشاليه.......
مش عايزه تتفرجى على القرية........
لأ مش دلوقتى تعالى نروح الشاليه .....
عايزه أوريك حاجه

حان وقت صلاة المغرب فقمت للصلاة و أنا أحس ان 10 اكياس رمل معلقة بجسدى ... ، بعد الصلاة تمددت على الشيزلونج والنوم يداعب أجفانى عندما قالت شهرزاد....
فى فيلم جميل أوى على قناة الافلام الأجنبية تعالى اتفرج معايا
دخلت الغرفة وتمددت على السرير أمام التلفزيون ، لم أكد أندمج مع الفيلم حتى تناولت شهرزاد الريموت واغلقت التلفاز !!! نظرت إليها مستغربا وقلت.....

طفيتى التلفزيون ليه......
ده فيلم مش حلو......
الفيلم لسه فى اوله وشكل الاحداث حتسخن...... ِ
أصلى عايزه أوريك حاجه

كانت الساعة العاشرة مساء ونحن نتناول العشاء الجميل على اضواء الشموع وكانت شهرزاد فى منتهى السعاده بينما كان الشعور الوحيد الذى أستطيع التعرف عليه هو آلام عضليه مبرحه لم تنجح حبتى المسكن القوى - الذى جلبته معى إحتياطا لمعاناتى أحيانا من آلام عضلات الظهر- فى القضاء عليها

كانت شهرزاد سعيدة للغاية وكنت سعيدا ايضا ونحن نخرج من المطعم ممسكا بيدها وأنا اخذها يسارا فقالت.....

إنت رايح فين....
تعالى نقعد على البحر شويه....
لا تعالى نرجع الشاليه
قلت بحده.......

شاليه !!!!!؟ مش معقوله كده.......
إيه اللى مش معقول
تنبهت إلى حدتى فقلت بتطلف......

مش معقوله يا حبيبتى نسيب الجو الرائع ده وندخل على طول أنا بقول نشم شوية هوا.....
ماشى شويه صغيرين علشان ضرورى ..... أوريك حاجه !!


( 12 )فتحت عينى بصعوبة وضوء شمس ساطع يغمرنى ، كان باب الشرفة مفتوحا وشهرزاد تجلس مسترخية على الشيزلونج تشرب كوبا من العصير (لابد أنها تكافئ نفسها أيضا )
حاولت أن ارفع جسدى فأحسست أننى أجذبه من تحت عربة قطار مزدحم بالبضائع وعانيت الأمرين كى أنجح فى الجلوس فقط
تنبهت شهرزاد فاقبلت فرحة وقالت
..... صباح الخير إيه النوم ده كله ، إنت مش بتقول بتصحى بدرى
..... أصحى !!! مش لما أنام الأول أنا منمتش لحد الشمس ما طلعت
..... آه صحيح هو ايه اللى نيمك فجأه كده امبارح ؟ دا أنا يادوب سيبتك دقيقه وقمت أظبط مكياجى ببص لقيتك رحت فى النوم ومعرفتش اصحيك تانى
..... إيه ؟ وكنتى بتظبطى مكياجك ليه تانى بعد الفجر !!!!
..... هههههههههههه الله مش عروسه ولازم تكون جاهزه دايما
( جاهزه !!! ؟ جاهزه إيه اكثر من كده )
..... اصلى الظاهر كنت تعبان شويه قلت كفايه كده وبارك الله فيما رزق و أنام بأه
..... طيب ما نطلب الألإطار هنا أحسن أنا مش عاوزه اسيب الشاليه
...... لا لا الجو فى المطعم بيكون أحلى
قلت ذلك وانا أقفز مسرعا من السرير قبل اى تطورات غير محمودة العواقب
.........
......

بارك الله بك يا سالم إبن بردقوش
قلت ذلك وأنا اسحب لفافة البردقوش المخفية بعناية من الحقيبة و أدسها فى جيب الشورت قبل أن نتوجه للإفطار
على مائدة الإفطار كانت توجد مكعبات الزبدة الصغيرة المغلفة تناولت إثنتين منها مستغلا ذهاب شهرزاد الى البوفيه المفتوح ، قمت من مكانى و اشرت لها أننى متوجه للحمام ، فى الحمام وضعت قالبى الزبد فى فمى ثم أفرغت نصف محتويات الكيس فوقهما و اخذت امضغ .....
يا للداهيه ما أبشع هذا... إختلطت الأعشاب بالزبد وكونا كتلة بشعة الطعم صعبة البلع أخذت الوكها بصعوبة حتى كادت تخنقنى
إبتلعت الخليط البشع بصعوبة وأخذت أحاول أنظف اسنانى بالكثير من الماء حتى لا تلحظ شهرزاد
اخذت اعزى نفسى قائلا أنا لا أحتاج هذه الأشياء طبعا ولكن هذا فقط للظروف القهرية الحاليه ، فانا حاليا أعتبر فى ظروف حرب ضروس لم يشهد لها التاريخ مثيلا وفى زمن الحروب يجوز إستخدام كل الوسائل لتحقيق النصر
عدت إلى مائدة الافطار و اخذت أحدث شهرزاد عن جمال البحر فى المنطقة وعن الرحلة البحرية التى تنطلق بعد ساعه من القرية الى جزيرة فى وسط البحر وذلك لمشاهدة الغروب والعودة تحت ضوء القمر واخبرتها أننى سمعت أنهارحلة اسطوريه ويجب الا نفوتها
لم تبد شهرزاد حماسا كبيرا لأن الرحلة ستدوم معظم اليوم ولن نستطيع أن نكون وحدنا
قلت
..... أنا نفسى نفضل لوحدنا على طول بس برضه الرحله دى حنفتكرها دايما لأنها رحلة شاعريه جميله
وافقت شهرزاد على القيام بالرحلة وإنتهينا من الافطار وقمنا للعوده إلى الشاليه وأنا ألمح بأن الوقت ضيق ويجب أن نستعد سرعه
بعد بضعة خطوات إلتفت إلى شهرزاد و أنا أكاد اصرخ
..... إدينى مفتاح الشاليه بسرعه ... بسرعه
..... ليه ما إحنا رايحين مع بعض !!!
...... بقولك بسرعه .... بسرعه
ناولتنى المفتاح مدهوشه وتركتها فاغرة فاها واخذت أعدو بأقصى سرعة فى القرية وسط دهشة النزلاء
وصلت إلى الشالية ففتحت الباب و أندفعت إلى الحمام بجنون
...........
........
......

(13)



كنت نائما فى السرير والمغص يكاد يقطع أمعائى عندما قالت شهرزاد
.... إيه الحكاية إحنا أكلنا مع بعض ، ايه اللى تعب معدتك كده
.... أكيد أخذت برد فى معدتى ( لأقطعنك أوصالا يا سالم بردقوش )
.... برد !!! من إيه ؟
..... حيكون من إيه يعنى ، ما أنا قاعد طرزان طول اليوم قدام التكييف لازم اتجمد طبعا
..... طيب معلش ، عموما الدوا اللى إديتهولك حيخليك زى الحصان
..... خلاص أنا حنام شويه لأنى حاسس إنى هبطان
.......
....
بعد ساعتين فتحت عينى وأنا أحمد الله أننى ما زلت على قيد الحياة ، لم أجد شهرزاد بالشاليه.
تناولت الموبايل لأتصل بها ولكن تذكرت أننى لم أتصل بزوجتى منذ قدومى ووجدتها فرصة للاتصال
جاء صوتها فرحا
..... اهلا يا حبيبى إنت فين عماله اضرب عليك طول اليوم والموبايل مقفول
...... لأ ده المنطقة الإرسال فيها ضعيف ، إزيك إنتى والولاد وحشتونى جدا
..... و إنت كمان مش عارفه ليه المره دى قلقانه على طول ، وشفتك مرتين فى الحلم تعبان أوى
...... هه .. آه ...ايوه ... الحقيقة الشغل متعب أوى أوى ، تقريبا طول اليوم فى المنجم إدعيلى ربنا يقونى
..... بدعيلك على طول ، خذ طارق عايز يكلمك
جاء صوت طفلى الصغير ذو الأربع سنوات
..... إزيك يا بابا إنت مش تيجى ليه
..... حاضر يا طروقه يومين وآجى وحجيب حاجه حلوه
كلمت ابنى الأكبر و إبنتى و أحسست أننى مشتاق جدا لهم جميعا
أنهيت المكالمة و أنا أستشعر رعشة داخليه ، كلماتهم تفيض بالصدق و أنا أكذب عليهم تماما ، ماذا سيحدث لو علموا جميعا أننى أحدثهم من سرير زوجة جديده
يا للمصيبة سأفقد إحترامى تماما لديهم ، سأوصم بأننى كاذب ولن يغفروا لى أبدا
ضاق صدرى لتلك الافكار وحاولت أن أطردها من عقلى فأتصلت بشهرزاد على الموبايل
.... أهلا يا حبيبى ... ها عامل إيه دلوقتى
.... كويس إنتى فين
.....أنا فى البرجولا عارفها اللى قدام البحر على اللسان تعالى أقعد معايا دى حلوه اوى
.... طيب انا جاى
توضأت وصليت الظهر وغيرت ملابسى وخرجت ووجهتى البرجولا
وصلت البرجولا فوجدتها قهوة على الطراز الشعبى وجاءنى صوت شهرزاد مناديا من خلفى
..... أنا هنا
إلتفت لأجد مشهدا مروعا كاد أن يجمد الدم فى عروقى
كانت شهرزاد جالسة على أريكة من الخوص وبين يديها خرطوم الشيشه !!!!!
لبثت متسمرا من الذهول للحظات قبل أن اسرع ناحيتها و أنا أحس أن الكل يتفرجون على وقلت لها
..... إيه اللى إنتى عاملاه ده يا ست إنتى
..... ست إنتى !!!! مالك بتتكلم كده ليه
..... إرمى الهبابه دى من إيدك
..... هبابه !!!! لو سمحت إتكلم كويس
..... إسمعى أنا مش حناقشك هنا
...... إلتفت و أشرت لأحد العاملين لأحضار الشيك ووقعته وطلبت منها الذهاب للشاليه فقامت ووجها يكاد ينفجر بالغضب
ما أن دخلنا الشاليه حتى صاحت بصوت ذكرنى بالايام الخوالى
.... ممكن أفهم ايه التصرف ده ، إنت فاكر نفسك إيه
..... أنا جوزك يا ست هانم ، جوزك اللى سايباه نايم وقاعده تشربى شيشه ، فى ست محترمه تشرب شيشه
.... أنا محترمه غصبن عنك ، و أنا ست عاقله وعارفه أتصرف إزاى ومش مستنياك تعلمنى الصح من الغلط
.... يعنى تشربى شيشه وقدام الناس وتقوليلى صح
..... آآه إظهر على حقيقتك ، يعنى إنت يهمك الناس ، يعنى لو بعمل الغلط من وراك حتنبسط المهم انك ما تعرفش
.... اسمعى حاسبى على كلامك واعرفى بتقولى ايه
..... انتم كده يا رجاله عايزين ست تامروا وتنهوا فيها ، لا يا حبيبى كنت اتجوز شغاله
( قطع الله السنتكن أيتها الزوجات !!! هو مفيش راجل يكلم مراته الا لما تقوله روح إتجوز شغاله ، انا نفسى اعرف اللى متجوزين شغالات بيتقالهم إيه )
.... إسمعى أنا لا يمكن أقبل مراتى تشرب شيشه ، أنا نفسى مش بدخن ، تقومى إنتى تشربى شيشه !!!!!!!
.... آآآآآآآآه قول كده ، إنت فاكر إنك عايش فى الحرملك ، و إنك متجوز الست أمينه ولا إيه، أنا ست حره و مش إنت اللى يعرفنى أعمل إيه ، دى حريتى الشخصيه
..... حريتك الشخصية !!!! وايه حدود حرية سعادتك إن شاء الله
..... هى نفس حدود حريتك بالضبط ، انا ممكن اعمل اى حاجه زيك بالضبط
..... اسمعى..... من الآخر كده .... مفيش حاجه زى دى تحصل تانى ولو حصلت مش حيحصلك طيب
..... نعععععععم ما تضربنى كمان ، طيب إيه رأيك إنى حعمل اللى أنا عايزاه
..... إسمعى ما تخربيش على نفسك أنا خلاص مش شايف قدامى
..... لأ خوفتنى حترمى تحت رجليك أهوه و اقولك أوعى تقولها لا يا شاطر قديمه أنا اللى حقولهالك ، أنا شارطه فى العقد وفاهمه الشرع كويس أنا بطلق نفسى منك من اللحظه دى ، يلا أخرج من الشاليه لحد ما ألم هدومى ، انت راجل غريب ما يتقفلش علينا باب
وقفت مذهولا وانا أحس ان رأسى يكاد ينفجر بينما توجهت شهزاد ( عفوا فتكات ) لتفتح الباب وتشير لى بأصبعها لأخرج

(14)
خرجت من الشاليه وتوجهت إلى الشاطئ لأخلو إلى نفسى قليلا ، لابد من إعادة تقييم للموقف ، إن التهاون فى بداية الحياة الزوجية أمر جد خطير .
الزوجات عادة ما يطلقن بالونات الإختبار فى بداية الزواج لتحديد إستيراتجة التعامل ، مع كل تنازل من الزوج تضغط الزوجة للحصول على تنازلات جديدة لينتهى الأمر بالزوج إلى أن يصبح قيمة مهملة فى بيته حتى لا يكاد يلاحظ وجوده أحد.
الحقيقة أن الزوجات يغيرن اسالبيهن بصورة اسرع مما يغير فيروس الإنفلونزا تركيبته الجينية ، ولهذا فشلت كل الطرق فى القضاء على كل منهما ( الانفلونزا والزوجات )
أخذت أسترجع الطريقة التى إتبعتها زوجتى فى بداية الزواج للسيطرة على الأمور وقد كنت فى تلك المرحلة غرا ساذجا ليس لى بالحياة خبرة تحمينى من ألاعيب الزوجات .
إستغلت زوجتى حبى الجارف لها أبشع الإستغلال فقد أخذت تحدثنى عن حاجة الأنثى دوما لأن تحس أن رجلها يخاف عليها ويعتبرها جوهرته المكنونه و إنها إذا أحست بغير ذلك فقدت روحها و أصيب قلبها فى مقتل !!!!
صدقت هذا الكلام - الذى أكتشفت متأخرا أن زوجتى حفظته من تلك المجلات والكتب التافهة التى تلقن الفتيات هذه السموم – فبذلت كل الجهد لإظهار خوفى عليها بإعتبارها جوهرة مكنونة .
أتذكر عندما عدت يوما فوجدت إصبعها الصغير ملفوفا بالشاش !!! فصرخت هلعا وفرقا وأنا أسألها مرتعشا عما أصابها فقالت
..... المكواه لسعت صباعى أصلى مش متعوده أكوى خالص
عندها وقعت فى خطا تاريخى لازلت أدفع ثمنه حتى اليوم عندما قلت
..... وتكوى ليه ؟ أنا أصلى بعرف أكوى كويس والحياة تعاون والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان فى حاجة أهله ، أنا اللى حكوى لبسى ولبسك .
وحتى يومنا هذا لم أستطع التحلل من هذا الوعد وقد أضيف الى ملابسنا ملابس ثلاثة أطفال
لن أنسى رد فعلها ( المدروس ) فقد طفرت عينيها بالدموع وهى تقول
.... فعلا معاك بحس بالأمان
و............ الباقى معروف

وعندما خرجت الممرضه وهى تطلب الحلاوة بمناسبة أن التحليل موجب كان خطأى التاريخى السابع عشر عندما صرخت – متأثرا بتلك الأفلام العبيطه
..... إنتى ما تعمليش حاجه أبدا إنتى ترتاحى وبس
كلفنى هذا الخطأ كثيرا جدا فقد كانت فترة تمرين رائعة لى على مختلف أنواع أعمال البيت وتدريب لزوجتى على أساليب الأمر والنهى فى التعامل معى
أفقت من تلك الذكريات على واقعى الجديد فشهرزاد لها إستراتيجية مختلفة عن إستراتيجية الأفاعى الناعمة ، فهى تنتهج إستراتيجية التصادم القوى منذ البداية فلو تهاونت وأنكسرت شوكتى فسيصبح هذا تسليما كاملا لزمام العلاقة بيننا إليها تفعل به ما تشاء
إذا لامجال للنعومة والنقاش والإقناع لسبب بسيط وهو أن التصعيد مقصود من جانبها وهى تختبر صلابتى وقوة تحملى ولن تصيخ السمع لأى حوار
إذا لأريها قوة شكيمتى منذ الأن فلا مجال للتراجع أو الاستسلام ( مع خالص الشكر للكابتن فان دام )
عدت إلى الشاليه وحاولت الدخول فوجدت الباب مغلقا من الداخل ، ضربت الباب بقدمى مرتين بعنف وأنا اصيح
..... إفتحى الباب وبسرعه بدل ما الناس تسمعنا
بعد لحظات فتحت شهرزاد الباب و أعطتنى ظهرها ، أقفلت الباب خلفى فاستدارت وهى تصيح
..... أنا مش قلتلك إنه ما يتقفلش علينا باب
نظرت إليها نظرة مقصودة يتطاير منها الشرر وأنا صامت وابذل كل جهدى أن اظهر قدرا هائلا من تعبيرات الغضب
قالت بصوت فقد الكثير من حدته
.... إنت بتبصلى كده ليه
لم أرد وظللت أصليها بتلك النظرات فقالت بصوت خفيض
.... مش بتتكلم ليه
هنا فلت بصوت حرصت ان يكون هادئا ولكن به قدرا هائلا من التصميم
.... إسمعى أنا لا أكرر كلمة مرتين ما حدث اليوم لن يتكرر ثانية ، ما أطلبه ستنفذيه وبالحرف الواحد أنا من سيقود حياتنا الزوجية ولن أقبل اى شئ غير هذا
..... بس انا مش موافقه وحعمل اللى فى دماغى
.... وأنا ممكن أكسر دماغك ودماغ اى حد
صمتت ذاهلة قليلا قبل ان يحدث تحول عجيب ، فوجئت بها تقول بصوت مبحوح كله سعاده
.... تكسر دماغى....... تعرف إنى كان نفسى أتجوز حد يكسر دماغى ،كان نفسى فى راجل له شخصية مش واحد مهزوز ومش فارق معاه أنا بعمل إيه ، تصدق أنا اتنرفزت فى الأول بس بقيت طايره من الفرحه إنك بتغير عليه
..... يعنى فهمتى إن ده خوف عليكى
.... أيوه فاهمه ، أنا أصلى متعقده من جوزى الأولانى ، عمره ما حسسنى إنى ست ممكن يتخاف عليها ، كان بيعاملنى كأنى واحد صاحبه قاعد معاه كان نفسى فى مره يزعق فيه ويحسسنى إنى مراته مش مجرد واحده مش فارقه معاه فى أى حاجه
..... ده راجل خيخه و أنا مش ممكن أكون زيه
..... لا إنت راجل وسيد الرجاله ، كل الستات بتحب الراجل اللى ممكن يكسر دماغها ،
...... معقول
....... أيوه معقول ، إحنا الستات نموت فى الراجل اللى يكسر دماغنا
كدت أنا اقول شيئا ولكنها أسرعت تضع يدها على فمى وهى تقول
..... لا متقولش حاجه ........ تعالى ... تعالى .... كسرلى دماغى
....
..

( 15 )


مضى اليوم فى سعادة وهدوء ، ما أجمل الزوجة المروضه ، عندما يتسلم الرجل القيادة تستقيم الأمور وترفرف السعادة على الحياة الزوجية .
هكذا كنت أحدث نفسى وأنا جالس أراقب قرص الشمس الشاحب يغوص فى زرقة البحر الفاتنه ، عندما داعب أنفى عطر شهرزاد المقترب وسمعت همستها المحببة وهى تأخذ مجلسها إلى جوارى
..... سرحان فى إيه يا حبيبى
لا أدرى لماذا إنقبضت أمعائى للسؤال فمن خبراتى – و التى لا تختلف عن خبرات جميع الأزواج بالطبع – فإن هذا النوع من الأسئلة يكون ذا غرض خبيث يحاول تأكيد نوع من الشكوك أشد خبثا ، فالزوجات يعتقدن أن الزوج ينبغى الا يفكر بأى شئ فى الحياة و أن يتفرغ تماما لمطالعة وجه زوجته الحبيبة أناء الليل و أطراف النهار فلا يتحول بصره عنها قيد أنملة و إلا لأصبح هذا نذير وجود أخرى بحياته
مرت هذه الأفكار بسرعة البرق بذهنى قبل ان أجيب إجابة محسوبة قائلا
.... حفكر فى إيه غير السعاده اللى أنا فيها
.... بجد ؟
.... طبعا بجد وجد الجد كمان
.... يعنى معقول ما فكرتش فى مراتك القديمة من يوم ما جينا
إنها لحظة أخرى تحتاج حسما ووضوحا ، تنحنحت وقلت
.... أكيد إفتكرت اسرتى طبعا ، يعنى مش معقول أنساهم خالص وإلا أكون معنديش أصل
..... يا سلام يعنى حتى فى شهر العسل تفكر فيها
.... بقولك إيه أنا محبش أكذب على مراتى أبدا ( ما أكبر هذه الكذبة ).. ثم إنك عارفة إنى متجوز
.... آه عارفه بس كنت فاكرة إنك مشغول بيا عن الدنيا بحالها
قلت لأحول مجرى الحديث
.... طيب بقولك إيه ما تيجى نروح نقعد على البيسين شويه
..... آه صحيح أنا ملاحظه إن الهوت بيكينى البرتقانى اللى كان جنبنا على البيسين الصبح كان عاجبك أوى
قلت بحده
..... مايوه إيه كان فين ده ما أخذتش بالى ( الحقيقة أنه كان مايوها ساخنا جدا ترتديه مجرمة فاتنه فى العشرين من عمرها ذات لون خمرى وقوام ملئ بالمتفجرات )
.... أمال كنت بتبص على إيه بجنب عينك من تحت النظارة
.... وكمان شايفه عنيه من تحت النظارة الشمس ؟ يا حبيتى دى تهيؤات و إن بعض الظن إثم
قالت بلهجة ممطوطة ذات مغزى
.... طيب يمكن
يا للداهية يبدو أن النساء نسخ مكررة ، إن أكثر ما يخنق الرجل تلك الرقابة المفروضة عليه من زوجته والتى تحاصر الأفكار قبل أن تحاصر التصرفات وتذكرت ذلك البيت الشعرى الخالد الذى نطق به شاعر فحل _ يبدو أن الله قد من عليه بالتخلص من زوجته _ وحدثه البعض بالزواج مرة أخرى فصاح يصف حاله إبان زواجه


قالوا تزوج قلت كلا ثم كلا ثم كلا ثم كلا
قد كنت حوتا فى قاع بحر فأصبحت حوتا فى قعر حله

نعم يا رحمك الله نحن الرجال حيتان محصوره فى قيعان الحلل بلا شك ، تحاصرنا الزوجات بالحساب على كل كلمة أو نظرة أو حتى إستغراق فى تفكير .
والحقيقة أن أكثر ما يضحكنى هو تلك الرسائل التى تنشرها الصحف والمجلات لنساء يشتكين من حالة الخرس التى تصيب الأزواج مصحوبة بتركيز النظر فى التلفاز دو أن يحيدوا عنه يمينا أو يسارا لساعات
فالحقيقة التى يعرفها الرجال ان هذه حالة دفاع سلبى ، فالرجل بعد أن يمر بعشرات التجارب الأليمة مع زوجته والتى ترهقه فى طلب تفسير لكل كلمة أو نظرة يقرر أن يرحم نفسه فلا يتكلم ولا ينظر سوى بإتجاه واحد هو إتجاه التلفاز
استيقظت من تلك الافكار على صوت شهرزاد المحتد
..... يا سلام كل ده سرحان من ساعة ما فكرتك بالمايوه ؟وااضح جدا إنك مكنتش واخذ بالك منه
.... وبعدين بأه هو أحنا حنعمل مشكلة وخلاص ما قلتلك ما شفتش المايوه ده لأنى بغض بصرى
..... نعمممممم !! بتغض بصرك ؟ دا إنت عليك بصات ، هو أنا أنسى أول مره جيت تزورنا وإإنت بتبحلق وتفصص فيه
..... أيوه بس أنا كنت جاى أتجوزك
.... اللى متعود على الجرأة دى حيكون كده على طول
قلت و أنا أغير إستيراتيجتى
..... اعمل إيه من ساعة ما شفتك مقدرتش اشيل عينى من عليكى ، و خلاص بلاش البيسين خلينا هنا لوحدنا أنا مش عايز اشوف اى حاجه غيرك ومش عايز غير إنى أبص فى عينيكى الجميلة طول عمرى
فجأة اصبح صوتها ناعما مرة اخرى وقالت بدلال وغضب مصطنع
.... يا سلام ... إضحك عليه بكلمتين
( ما أسهل الضحك عليك وعلى كل بنات جنسك بهذه الأكاذيب )
..... كلمتين ؟ دا كلام الدنيا كله ما يكفيش يوصف أد إيه بكون سعيد وإنت قدامى
..... تعرف ان كلامك حلو
..... هو أنا لسه قلت حاجه
قالت وهى تقوم وتجذبنى من يدى إلى الداخل
.... طيب تعالى جوه علشان توشوشنى
و ..... سكتت شهرزاد عن الكلام المباح و..... أعان الله شهريار حتى ينبلج الصباح

(( 16 ))

إنتهت ايام العسل فى القرية السياحية الجميلة وحان موعد العودة .. ركبنا الطائرة وشهرزاد يطل من عينيها الحزن

فى الطائرة همست بصوتها الحنون
.... مش ممكن تيجى عندى الشقة يومين أو ثلاثه كمان
تنحنحت قليلا فقد كنت أعد نفسى بعدة ايام من الراحة بعد ان خضت تلك الملحمة التى تهد الجبال فقلت
.... انا نفسى فى كده بس انا كلمت الأولاد وهما مستنينى
.... يعنى هما أهم منى
.... لا طبعا بس مقدرش أغير كلامى والنهارده الأثنين ويوم الخميس حنسهر سوا
........
......
وصلت الى المنزل ودققت الجرس فسمعت صياح طارق فرحا و فُتح الباب فوجدت أولادى الثلاثة يتدافعون إلى أحضانى بسعادة بالغة
كم آلمتنى هذه اللحظة ، لأول مرة أحس أننى أدخل بيتى و أنا خائف مرتبك ... ضممت اولادى و لم أستطع أن احبس دمعه .... لا أدرى لماذا أحس الآن أننى خنتهم وغدرت بهم ... كيف هانوا على الى هذه الدرجة .... ماذا سيحدث لسعادتهم الصافية تلك لو علموا بما اقدمت عليه
كيف سأكون فى نظرهم
..... أهلا ... أهلا يا حبيبى
إنتبهت من خواطرى لأجد زوجتى تحتضننى بشوق كبير وكانت ترتدى ملابس جديدة وتضع عطرا جديدا أيضا وفى أبهى زينتها !!!!
إحتضنتها بشوق حقيقى و أخذت اجيب أسئلة الأولاد عن رحلتى بكذبات كثيرة كانت كل واحدة منها تسدد طعنة الى قلبى وعقلى
أخيرا جلست وزوجتى فى غرفتنا لوحدنا فأقتربت منى وهمست
.... وحشتنى جدا
( هى شهر إتفقت معاها عليا ولا إيه )
.... و إنتى كمان فوق ما تتصورى
..... تصدق المره دى من بين كل المرات اللى سافرت فيها كنت قلقانه وقلبى مقبوض و فى حاجه مش مريحانى
( ما أعجبكم أيتها الزوجات .... لماذا لا تتحرك مشاعر القلق والحرص على الزوج إلا بعد أن تخطفه أخرى ؟ الم أكن موجودا لسنوات ؟ اين كان هذا الشوق و إين كانت هذه الحرارة ؟ لو إستقبلتنى هكذا مرة واحدة كل شهر لما حدث ما حدث أبدا .... فجأة قفز الى عقلى خاطر غريب ... أليس من الممكن أن أكون أنا من أراها الآن مختلفة ؟ هل من المعقول أننى عدت أيضا بحالة نفسية وعاطفية مختلفة ناتجة عن إحساسى بالذنب )
إنتبهت وزوجتى تمسح على شعرى بحنان وهى تقول
.... إنت باين عليك تعبت جدا والشغل كان كثير بس انا بئه حنسيك التعب

فى اليوم التالى إستيقظت قرب صلاة الظهر .... كنت أسمع المثل الشعبى القائل ( يا جوز الأثنين .. يا عريس كل ليلة ) قبل ذلك فأمصمص الشفاه انا وأى رجل متمنيين ذلك .... الا قاتلك الله يا من قلت هذا المثل و أرانى فيك ما يريحنى

فى المساء أخذت اسرتى فى نزهة الى النادى و جلست وزوجتى نتجاذب أطراف الحديث عندما رن الموبايل
إنها شهرزاد المتنكرة فى إسم ( أحمد أبو ليطه )
..... ياه دول بيكلمونى من المنجم
قلت ذلك و أنا أقوم من مكانى مشيرا الى زوجتى بأننى سأبتعد قليلا لأسمع جيدا
فتحت الخط وقلت
.... آلو
.... ما شاء الله قاعد مع مراتك ومبسوط على الآخر
ذهلت و قلت
.... وانتى عرفتى منين
..... أنا قاعده فى النادى وشايفاكم
.... إييييييييييييييييه إنتى عضوه فى النادى ؟ مقلتليش قبل كده
.... ما جتش مناسبه و أنا نادر جدا لما آجى
( يا لهذا الحظ )
..... طيب مش إحنا اتفقنا أنى أنا اللى اتصل وبلاش انتى
.... آآآآآآه بس أصلى يعنى حبيت اعرفك انى موجوده أصلى شايفاك نازل ضحك وفرفشه على الآخر ، بعدين انا شايفه مراتك غير ما انت وصفتها ، يعنى كنت بتكذب عليا
..... ده وقت الكلام ده دلوقتى
..... إسمع انا مروحه وعايزاك تيجى بعد ساعة
.... مش ممكن إزاى حخرج من البيت تانى
..... خلاص انا فى دقيقتين اكون معاكم
..... لا لا لا .. إعملى معروف خلاص حتصرف
أغلقت الخط وجسدى يرتعش .... أحسست أننى فأر صغير دخل مصيدة لا فكاك منها ... أنا أواجه كارثة حقيقية
عدت إلى زوجتى وقلت
..... وبعدين بئه فى الجماعة دول
.... مين
..... الشركة بتاعة المنجم النظام عندهم فى مشكلة ولام اروح مكتبهم اللى هنا علشان ادخل على النظام و اشوف ماله
.... دلوقتى
.... يعنى كمان ساعه كده
..... بس دا إنت كده حتتأخر أوى
..... لا إن شاء الله ما يحتجش شغل جامد ححاول أظبطه على السريع
قمنا الى الخارج و أنا احمل اثقال العالم على كتفى
هل أستطيع أن أنجو مما ورطت نفسى فيه ؟؟
(17)


وصلت إلى منزل شهرزاد وأنا أنوء بأثقل الأعباء النفسية ، عجبا كيف أنقلب كل ماحلمت به إلى النقيض تماما ؟ كنت أظن أن هذا البيت سيكون عش السعادة الهادئ ، كنت أتخيل أننى سأتى لأنهل من نبع المتعة الصافية بدون قيد أو التزام .. فهل كان حلمى زائفا ؟
طرقت الباب فجاوبنى صوت شهرزاد مستفسرا و سرعان مافتح الباب عندما عرفت أننى الطارق
بمجرد دخولى أولتنى ظهرها متصنعة الغضب ولكنه ذلك النوع من الغضب الذى يكون داعيا لا رافضا مشتاقا لا زاهدا ، دلنى على ذلك أنها فى أجمل الثياب وأبهى الزينة و عطرها المدغدغ ينتشر حولها
قلت بغضب
..... ممكن أفهم إيه اللى حصل
..... حصل إنك سايبنى لوحدى وعايش حياتك مع مراتك
..... أظن إحنا متفقين على كده احنا متجوزين مسيار وحنتقابل يوم فى الاسبوع
..... لا إسمع انا سألت عن كل حاجه المسيار مش معناه انك تيجى لما يجيلك مزاجك وخلاص ، المسيار معناه تنازل عن الحق فى المسكن والنفقة لكن الباقى لازم يكون فيه عدل بين الزوجتين
..... يعنى إيه
..... يعنى حق الفراش يكون بالتساوى
صرخت هلعا
..... فراش !!!!!! فراش إيه تانى
...... أيوه ليله عندى وليله عندها
...... نعم ؟ لا أنا مقدرش على كده
..... ولما أنت ما تقدرش بتتجوز تانى ليه
...... انا أقصد إنى مقدرش اسيب البيت يوم ويوم وآجى أبات هنا
...... يعنى عايز تحرمنى من حقوقى
....... إحنا ما اتفقناش على كده
...... و أنا مش حرضى بغير كده
قلت بحسم
.... الموضوع مش قابل للمناقشة قلتلك مقدرش
.... و أنا كمان مقدرش خلاص كفاية لحد كده
.... يعنى إيه
فجأة أجهشت بالبكاء وقالت
..... أنا اللى رخصت نفسى وغلطت لما قبلت الفكرة دى ، قٌبلت إنى أكون واحده بديله لراجل بيزهق يوم ولا أثنين من مراته ويجى يفرفش شويه ويرمينى بعد كده ، انت فاهم غلط يا استاذ فاهم إن الست اللى بتتجوز مسيار مش عايزه غير واحد يبات عندها كأنها مش إنسانه محتاجه اللى يكلمها ويحس بيها
أحسست بغصة مؤلمة ولكنى لم أجد ما أقول ، فواصلت كلامها
..... إسمع زى ما دخلنا بالمعروف نفترق بالمعروف
كم من الصعب أن اصف إحساسى كانت كلمتها كطوق نجاة ولكن يصحبه صفعة مؤلمة ، فمن ناحية ستنتهى تلك المشكلة التى أوقعت نفسى فيها وفى نفس الوقت تسببت فى تعاسة إنسانه و أورثتها تجربة حزينة
ظللت صامتا مبهوتا ثم استجمعت نفسى وقلت
.... ليه بس كده ليه ما نكملش بطريقتى
.... لا ما تضحكش على نفسك وعليه اكتر من كده خلاص إنت أخذت اللى إنت عايزه و شفت كام يوم حلوين كلها ايام وتنسى كل حاجه وتتمنى لو كان اللى حصل ما حصلش وحتكون فى منتهى السعاده انى اختفيت وفضلت انت مع مراتك وولادك وما نقصشى عليك حاجه
... بس أنا
.... كفايه لو سمحت أنا بطلق نفسى منك ومن فضلك طلقنى حالا
.... انا
....لو سمحت اعتقد احنا ناس محترمين وياريت ننهى العلاقة باحترام وحالا من فضلك
ألقيت يمين الطلاق و أستدرت خارجا من العش الموعود
ركبت سيارتى و انا أحس أننى قد إرتكبت سلسلة من الخطايا ، كل ما فعلته كان بدافع من الرغبات المجنونة التى الغت عقلى ، كيف عرضت إستقرارى و أمانى لهذه التجربة ، كان من الممكن ان افقد زوجتى و أولادى وتسببت فى جرح إنسانه أخرى لم يكن لدى ما أقدمه لها أبدا
كيف تخيلت ان الزواج من الممكن ان يكون متعة عابرة دون اى التزام
كيف تصورت اننى من الممكن ان اعيش حياتين مختلفتين وان اخفى ذلك عن زوجتى واولادى
لازلت أحسبالإلم لما فعلته ولكن الألم سيزول قريبا ويبقى شعور بالارتياح مصحوب دوما بإحساس يالخجل مما فعلت ، لقد أوشكت أن أدمر كل حياتى بنزوة شيطانية ....فهل وعيت الدرس ؟

(18)
مضى يومان منذ أنفصلت عن شهرزاد ، لبثت فى منزلى بعد أن طلبت أجازة عارضه ، أحس أننى أريد أن أختلى بنفسى قليلا .
كان أول ما خطر ببالى أن على أن ابذل جهدا مضاعفا لكى أجعل حياتى اسعد مع زوجتى ، فلأجرب أن أبادر أنا بالحب والحنان والعواطف الجياشة ، سأتحمل حتى ولو لم تتجاوب فى البداية ، نعم سأكون صبورا وذا نفس طويل .
صباح اليوم الثالث إستيقظت من نومى و أعددت الإفطار بنفسى ثم أيقظتها قائلا
.... صباح الخير يا حبيتى
فتحت عينها وبدا أنها مستغربة قليلا ( يبدو أننى لم أوقظها قائلا يا حبيتى منذ سنوات ) وقالت
.... صباح النور يا حبيى
.... يلا أنا محضر الفطار خلينا نفطر مع بعض وحعمل الشاى حالا
جلسنا نفطر ووجهها يفيض سعادة وقالت
.... إحنا مفطرناش لوحدنا من سنين دايما بتنزل ومعاك سندوتش فى ايدك ومعدنكش وقت
.... آه الشغل واخذ الواحد فعلا من كل حاجه ، تعرفى أنا حاسس إننا لازم نعمل شوية تغيير أنا فكرت فى فكرة غير تقليديه
.... فكرة إيه
.... نسافر يومين لوحدنا
.... إيه !!! معقول ؟ والولاد حنسيبهم فين
.... عند ماما كلهم ثلاث ايام منهم يومين أجازة مدارس
.... وحنقول ليهم إيه وحتقول لمامتك إيه ؟ دى حاجه تكسف
.... ايه اللى يكسف بس ليه ما يكونش لينا أوقات خاصة بينا نجدد فيها مشاعرنا ونخرج بره رتم الحياة اليومية والتعود اللى بينسينا نعبر عن مشاعرنا
نظرت إلى مبهوته ثم قالت بنبرة غريبه
.... هو فى إيه بالضبط ؟ إنت مالك اليومين دول قاعد فى البيت وساحب ناعم على الآخر ... إنت شكلك كده عامل عمله
خرجت من الجو البديع الذى كنت أعيشه و أحسست أن أحدهم ألقى بجردل من الماء المثلج على قفاى الملتهب بلوعة المشاعر الساخنه وقلت
.... حكون عامل إيه يعنى
.... مش عارفه اصل الرجاله لما تعمل عملة تغطى عليها بالحنجله دى مع ستاتها
.... حنجله !!!! إيه حنجله دى
... ما انت احوالك مطمنش
( ما أعجبكن يا ذوات نون النسوة !! تملأن الدنيا شكوى وتحسرا على غياب الكلام الجميل من الأزواج و ترفعن شعار ( عمره ما قالى كلمه حلوه وعلى طول مكشر وبيشخط وينطر) وتؤكدن لكل صديقاتكن أنه لو سمعت إحداكن كلمه واحده حلوه لأصبحت ملاكا فى بيتها ، فاذا أتخذ الزوج هذه الخطوة المرتجاة تحول فى نظركن إلى متحنجل عامل عمله !! )
كدت أرد مهاجما ولكنى أمسكت وقررت أن أتحلى بالصبر فقلت بصوت حنون
.... أيوه عامل عمله
شهقت وصاحت
.... عملة إيه قول بسرعه
..... ما بصتش فى عنيكى الحلوه من زمان وأنا أقول أنا مالى تعبان ليه أتارينى نسيت منبع راحتى
لانت تماما وقالت
.... يا سلام ده إيه دا كله !!! إنت بتتعاطى حاجه
( أتعاطى حاجه !!!!! لا بأس لا بأس يا أخى زوجتك تداعبك قليلا )
.... أيوه بتعاطى جرعات من جمالك وحنانك
ضحكت سعيده و أحسست أن خطتى فى سبيلها للنجاح

فى اليوم التالى كانت زوجتى تخطط للرحلة فأنزلت شنطة الملابس وبدأت تخرج ملابسها لترتيبها فى الشنطه يتصدرها ذلك الثوب المحبب ذو الأحد عشر ربيعا !!! فهجمت عليها برقة قائلا
.... لأ لأ ربنا يكرمك أنا حأخذك النهارده نشتريلك كام حاجه دلع كده
..... وليه المصاريف دى ما أنا عندى
.... لا لا عايزين نشترى حاجات جديده
.... إنت عامله شهر عسل ولا إيه
.... أيوه شهر عسل هو حرام ، معقول يكون فى حياتنا كلها شهر عسل واحد ليه ما نعملش 3 أيام عسل كل سنه ، بعدين دا إحنا لسه فى عز شبابنا
.... ياريت دا أنا بشوف صورنا فى شهر العسل و اقول نفسى فى يومين من دول تانى
.... وحيكونوا أحلى و أحلى ما تنسيش إنى خبرة 10 سنين وهداف و إجوانى ملعوبه مش بلنتيات
.... هههههههههه طيب يا سى الهداف
.....
فى اليوم التالى كنا فى طريقنا الى الفندق الجميل فى المدينة الساحلية الجميلة ، إخترت فندقا متوسط الأسعار وليس بمثل اسعار القرية السياحية التى نزلتها مع شهرزاد ...... لماذا ؟ نعم أعزائى إجابتكم صحيحة ... فعلا هؤلاء هم....هؤلاء هم الرجال

وسكت ديك البرابر عن الكلام المباح..
بعد ان طلع الصباح


وراحت شهرزاد

أشكركم

لحسن مشاركاتكم

ومروركم الكريم

على أمل أن اراكم في حكاية أخرى

مطلقاً أو عازباً

تحياتي.

No comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...